تفتكروا مين بائع الملوك
صفحة 1 من اصل 1
تفتكروا مين بائع الملوك
هو سلطان العلماء العز بن عبدالسلام. وحقاً أنه سلطان العلماء. رجل لم يشهد له التاريخ في غير الأنبياء والصحابة مثيل إلاّ القليل من الرجال. رجل بكل ما تحويه الكلمة من معنى.
فهل سمعت عنه؟ لا أعجب أنك لم تسمع عنه حيث أن هذا الرجل تاريخه وقضيته مغايرة لسائر العلماء. ليس بعالم سلطان بل سلطان العلماء. فهو بائع الملوك!!!
في وقت ذُلّت فيه الأمة الإسلامية ذل ما بعده إذلال وقد احتل التتار وهزموا الدولة العباسية في العراق.
بعدها بسنتين يثور المماليك على حكام مصر وينتزعون الحكم من الدولة الأيوبية هناك ويحكمونه وعلى رأسهم قطز.
وفي هذا الوقت ذاته يدبّ الرعب في قلوب المماليك وأميرهم قطز من خطر هجوم التتار عليهم فيأمر التجّار بتسليم أموالهم للدولة لكي يساندونها في حربها ضد التتار. ولكنه يفاجأ بسلطان العلماء يأبى عليه ذلك.
وبقوة وشجاعة يقول له سلطان العلماء: بل اجمع مالك ومال الأمراء كله أولاً ومن ثم اطلب من التجّار التبرع ولا تجبر أحداً على دفع مال. (عجيب والله - كلمة حق في وجه سلطان جائر)
هنا يقف الملك حائراً ما يفعل! وكان نائب قطز رجل جبّار عتيد لا يرحم. فقال لقطز ماذا يقول هذا العز بن عبدالسلام؟ دعه لي.
حمل نائب الأمير سلاحه وذهب قاصداً منزل الشيخ العز بن عبدالسلام.
فطرق الباب فإذا بابن الشيخ يفتح الباب وعندما رأى نائب الأمير حاملاً سيفه دبَّ الرعبُ في قلبه وارتبك.
قال عبدالرحمن : نعم ماذا تريد؟
فقال يا عبدالرحمن أأبيك بالداخل؟
فقال عبدالرحمن: نعم في الدّار.
قال: قل له أنني أريد أن أقابله.
فدخل عبدالرحمن على أبيه وقال له: إنه نائب الأمير وما أراه إلا أنه يريد قتلك.
فقال له العز بن عبدالسلام: دعه يدخل فوالله لا يستطيع أن يفعل شيئاً (إيمان وثقة بالله عز وجل).
فدخل الأمير وعندما رأى الشيخ هابه وسقط السيف من يده!!!
(يذكرني موقفه بموقف الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كان نائماً وأتاه المشرك شاهراً سيفه ووقف على رأس المصطفى وقال له:
من يمنعني منك يا محمد؟
قال: الله!
فارتبك المشرك وسقط السيف من يده من الخوف. فهذه كرامات من الله يلقي بها الرعب في قلوب المجرمين.)
فبعدها غضب العز بن عبدالسلام غضباً شديداً فشدّ متاعه وعزم على الرحيل فخرج من البلدة فتبعه أهل البلدة كلها!
وعندما علم قطز بذلك لحق به وأراد أن يرجعه.
فقال له قطز: أسألك الله أن تعود.
قال العز بن عبدالسلام: لا أعود إلا بشرط.
فقال قل ما تريد: فقال أنتم مماليك ومنذ متى أصبحتم ملوك؟ فشرطي هو أن أبيعكم في السوق فأنتم لم تحرروا بحق!!!
وبعد سجال وجدال وافق قطز فوضع العز بن عبدالسلام مبلغاً على رأس كلٍ منهم وقدرّ أسعارهم على حسب ما يعلمه مما يملكونه. وباعهم في السوق فشروا أنفسهم منه. فأخذ المال وأودعه في خزانة بيت مال المسلمين.
حارب المسلمون بعدها حربٌ ضروس وانتصروا على التتار في المعركة المشهورة عين جالوت. وعاد بعدها قطز وحكم البلاد.
فلله درّك يا بائع الملوك. نعم العالم ونعم الرجل.
وإن بهذه القصة لعبر وأي عبر.
منقول
فهل سمعت عنه؟ لا أعجب أنك لم تسمع عنه حيث أن هذا الرجل تاريخه وقضيته مغايرة لسائر العلماء. ليس بعالم سلطان بل سلطان العلماء. فهو بائع الملوك!!!
في وقت ذُلّت فيه الأمة الإسلامية ذل ما بعده إذلال وقد احتل التتار وهزموا الدولة العباسية في العراق.
بعدها بسنتين يثور المماليك على حكام مصر وينتزعون الحكم من الدولة الأيوبية هناك ويحكمونه وعلى رأسهم قطز.
وفي هذا الوقت ذاته يدبّ الرعب في قلوب المماليك وأميرهم قطز من خطر هجوم التتار عليهم فيأمر التجّار بتسليم أموالهم للدولة لكي يساندونها في حربها ضد التتار. ولكنه يفاجأ بسلطان العلماء يأبى عليه ذلك.
وبقوة وشجاعة يقول له سلطان العلماء: بل اجمع مالك ومال الأمراء كله أولاً ومن ثم اطلب من التجّار التبرع ولا تجبر أحداً على دفع مال. (عجيب والله - كلمة حق في وجه سلطان جائر)
هنا يقف الملك حائراً ما يفعل! وكان نائب قطز رجل جبّار عتيد لا يرحم. فقال لقطز ماذا يقول هذا العز بن عبدالسلام؟ دعه لي.
حمل نائب الأمير سلاحه وذهب قاصداً منزل الشيخ العز بن عبدالسلام.
فطرق الباب فإذا بابن الشيخ يفتح الباب وعندما رأى نائب الأمير حاملاً سيفه دبَّ الرعبُ في قلبه وارتبك.
قال عبدالرحمن : نعم ماذا تريد؟
فقال يا عبدالرحمن أأبيك بالداخل؟
فقال عبدالرحمن: نعم في الدّار.
قال: قل له أنني أريد أن أقابله.
فدخل عبدالرحمن على أبيه وقال له: إنه نائب الأمير وما أراه إلا أنه يريد قتلك.
فقال له العز بن عبدالسلام: دعه يدخل فوالله لا يستطيع أن يفعل شيئاً (إيمان وثقة بالله عز وجل).
فدخل الأمير وعندما رأى الشيخ هابه وسقط السيف من يده!!!
(يذكرني موقفه بموقف الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كان نائماً وأتاه المشرك شاهراً سيفه ووقف على رأس المصطفى وقال له:
من يمنعني منك يا محمد؟
قال: الله!
فارتبك المشرك وسقط السيف من يده من الخوف. فهذه كرامات من الله يلقي بها الرعب في قلوب المجرمين.)
فبعدها غضب العز بن عبدالسلام غضباً شديداً فشدّ متاعه وعزم على الرحيل فخرج من البلدة فتبعه أهل البلدة كلها!
وعندما علم قطز بذلك لحق به وأراد أن يرجعه.
فقال له قطز: أسألك الله أن تعود.
قال العز بن عبدالسلام: لا أعود إلا بشرط.
فقال قل ما تريد: فقال أنتم مماليك ومنذ متى أصبحتم ملوك؟ فشرطي هو أن أبيعكم في السوق فأنتم لم تحرروا بحق!!!
وبعد سجال وجدال وافق قطز فوضع العز بن عبدالسلام مبلغاً على رأس كلٍ منهم وقدرّ أسعارهم على حسب ما يعلمه مما يملكونه. وباعهم في السوق فشروا أنفسهم منه. فأخذ المال وأودعه في خزانة بيت مال المسلمين.
حارب المسلمون بعدها حربٌ ضروس وانتصروا على التتار في المعركة المشهورة عين جالوت. وعاد بعدها قطز وحكم البلاد.
فلله درّك يا بائع الملوك. نعم العالم ونعم الرجل.
وإن بهذه القصة لعبر وأي عبر.
منقول
حبيب الروم- عدد الرسائل : 20
العمر : 59
تاريخ التسجيل : 27/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى